محتوي المقال
يبرز تساؤل جوهري: هل تستحق الزوجة حقوقاً من زوجها في هذه الحالة؟ وتحديداً، هل الذهب من حق الزوجة بعد الطلاق قبل الدخول؟ حيث تحرص بعض المجتمعات على إضفاء الصبغة الشرعية والقانونية الكاملة على فترة الخطوبة عبر “عقد القران” (كتب الكتاب)، ومع ذلك، قد تقع بعض المتغيرات غير المتوقعة التي تؤدي إلى الانفصال قبل الدخول.
تتأرجح الإجابة عادةً بين العادات والتقاليد المتبعة، وبين نصوص الشريعة الإسلامية وما يتماشى مع أحكام القانون المصري، وهو ما سنوضحه بالتفصيل في السطور التالية.
هل الذهب من حق الزوجة بعد الطلاق قبل الدخول؟
تفرق الأحكام القانونية والشرعية في مسألة “الشبكة” بين حالتين أساسيتين، ويتوقف الحكم فيهما على الاتفاق المبرم وقت الزواج، ونية الزوج عند تقديم الذهب:
- الحالة الأولى: الذهب باعتباره “هدية” (هبة)
إذا قُدِّم الذهب للزوجة على سبيل الهدية، سواء كان ذلك قبل عقد القران أو بعده، فإنه يصبح ملكاً خالصاً لها بمجرد قبضه.
وفي هذه الحالة، يحق لها الاحتفاظ به كاملاً بعد الطلاق، ولا يجوز للزوج استرداده لأنه خرج من ذمته المالية على سبيل الهبة.
- الحالة الثانية: الذهب باعتباره جزءًا من “المهر”
إذا تم الاتفاق على أن تكون المشغولات الذهبية هي “مهر الزوجة” (أو جزءًا منه)، وتم توثيق ذلك في عقد الزواج أو ثبت بالعرف.
فإن الحكم هنا يختلف؛ حيث تستحق الزوجة نصف قيمة الذهب فقط في حال وقوع الطلاق قبل الدخول، وذلك قياسًا على حكم المهر المسمى في القرآن الكريم.
العرف والتراضي
تعد الحالات المذكورة أعلاه هي القواعد المعترف بها شرعًا وقانونًا.
ومع ذلك، فإن للعرف السائد في بعض المجتمعات دوراً كبيراً؛ فإذا جرى الاتفاق على نظام مغاير بالتراضي بين الطرفين.
فلا حرج في ذلك، شريطة ألا يقع ظلم على أي طرف أو اعتداء على حقوقه المكفولة.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن:
- هل العفش من حق الزوجة بعد الخلع؟ دليل شامل لحقوق الزوجة في قانون الأحوال الشخصية
- تكاليف قضية الخلع في مصر: كل ما تحتاج معرفته
- هل الذهب من حق الزوجة بعد الخلع؟ إجابة شاملة مع نصائح قانونية
- استشارات قانونية مجانية واتس اب
يقدم مكتب المستشار محمد السنوسي خدمات قانونية متميزة في مباشرة قضايا الخلع وكافة أنواع القضايا الأخرى، ويُعد المكتب من النخبة في هذا المجال؛ بفضل استراتيجيته التي تضمن اختصار زمن التقاضي وإصدار الأحكام في وقت قياسي مقارنة بالمتوسطات المعتادة.
وحرصًا من المكتب على تيسير الإجراءات ودعم ذوي الاحتياجات أو من يصعب عليهم الانتقال، يوفر المكتب خدمة التقاضي عن بعد دون الحاجة للحضور الشخصي. إن التقدير العميق لوقت العملاء والالتزام بالسرعة والدقة يجعل من مكتب محمد السنوسي المحامي الخيار الأمثل في كافة مجالات وفروع القانون، ويمكنكم التواصل عبر:
- واتس آب: 01140623735
- هاتف: 01030919679
- فيس بوك: المستشار القانوني محمد السنوسي
ما هي حقوق المرأة عند الطلاق قبل الدخول؟

لقد كفل الشرع للمرأة حقوقًا محددة، وحماها القانون بنصوص صريحة تضمن صون كرامتها ومصالحها عند وقوع الانفصال قبل الدخول.
وتتمثل هذه الحقوق فيما يلي:
- نصف المهر المسمى:
تستحق الزوجة نصف المهر المتفق عليه أياً كان نوعه وفقاً للعرف السائد.
فإذا كان الذهب جزءاً من المهر، أو كانت “قائمة المنقولات الزوجية” تعد بمثابة المهر، فلها الحق في نصفها ويجوز لأي من الطرفين التنازل عن جزء من حقوقه للآخر تفضلاً منه، امتثالاً لقوله تعالى: ﴿وَأَن تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَىٰ ۚ وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ﴾.
- الزواج دون فترة عدة:
يحق للمطلقة قبل الدخول الزواج من شخص آخر فور وقوع الطلاق، إذ لا تجب عليها العدة شرعًا ما دام لم يحدث خلوة شرعية أو دخول، لقوله تعالى: ﴿فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا﴾.
- الموقف من النفقات:
لا تستحق المطلقة قبل الدخول أيًا من النفقات التي تجب للمطلقة في الأحوال العادية، مثل “نفقة العدة” أو “نفقة المتعة”، وذلك لعدم تحقق شرط وجوبهما.
- الهدايا والهبات:
لها الحق الكامل في الاحتفاظ بكافة الهدايا التي قدمها لها الزوج، سواء كانت قبل عقد القران أو بعده (بما في ذلك المصوغات الذهبية وغيرها).
وذلك لأن الهدية تصبح ملكًا للمُهدى إليه بمجرد القبض بصفتها “هبة”.
- الممتلكات الخاصة:
من حق الزوجة استرداد كافة المنقولات والممتلكات التي اشترتها هي أو أهلها لتجهيز منزل الزوجية، فهي حق أصيل لها.
- مؤخر الصداق:
تستحق الزوجة نصف قيمة “مؤخر الصداق” المثبت في عقد الزواج، باعتباره جزءًا مؤجلاً من المهر.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن:
- الخلع في مصر اجراءاته وشروطه وحقوق كل من الزوجة والزوج والأطفال
- حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق في القانون المصرى: كل ما تحتاجين معرفته
- قانون الخلع في مصر
متى يسقط حق الزوجة في الذهب؟

على الرغم من الحقوق التي كفلها القانون للمرأة، إلا أن هناك حالات محددة يسقط فيها حق الزوجة في الاحتفاظ بالذهب (الشبكة) عند الطلاق قبل الدخول، وهي:
- التنازل الطوعي: إذا تنازلت الزوجة عن الذهب لزوجها بمحض إرادتها ورضاها، سواء كان ذلك دون مقابل أو كجزء من تسوية ودية.
- الخلع: يسقط حق الزوجة في الذهب إذا أقامت دعوى “خلع”، حيث يتوجب عليها قانونًا رد المهر الذي قدمه الزوج، فإذا كان الذهب مثبتًا في عقد الزواج كجزء من المهر، وجب عليها رده لإتمام إجراءات الخلع.
- الشروط التعاقدية: إذا تضمن عقد الزواج شرطاً صريحاً ينص على إعادة الذهب للزوج في حال وقوع الطلاق قبل الدخول، فإن هذا الشرط يكون ملزماً للطرفين لكون الزوجة قد وقعت عليه وقبلت بمضمونه.
هل يحق للزوج استرداد الذهب “الهدية”؟
يثور تساؤل قانوني: إذا قدم الزوج الذهب لزوجته بصفة “هدية” (هبة) وليس جزءًا من المهر، فهل يحق له استرداده عند الطلاق قبل الدخول؟
لقد استمد القانون المصري أحكامه في هذا الشأن من المذهب الحنفي، حيث نصت المادة (502) من القانون المدني على حيث نص على “رفض طلب رجوع الهبة إذا كانت الهبة من أحد الزوجين وأراد استردادها بانقضاء الزواج”.
وبناءً عليه، فإن شراء الزوج للمصوغات الذهبية وتقديمها لزوجته على سبيل الهبة يجعلها ملكًا خالصًا لها، ولا يحق له قانوناً استردادها أو اعتبارها جزءًا من المهر؛ ذلك لأن الهبة تنعقد بالإيجاب والقبول والقبض.
وهذا يتماشى مع الهدي النبوي في قول الرسول ﷺ: “لا يَحِلُّ لأحدٍ أن يعطي العطيَّةَ فيرجعَ فيها، إلا الوالدَ فيما يُعطي ولدَه”.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن:
- استشارات قانونية مجانية اون لاين: حلول قانونية سريعة وسهلة في متناول يدك
- الطلاق في مصر: شروطه، أحكامه، حقوق الزوجين
- نفقة المتعة في الطلاق الغيابي: ضمان حقوق المرأة
أحكام المؤخر في الطلاق قبل الدخول

يعد مؤخر الصداق ديناً مؤجلاً في ذمة الزوج، يتم الاتفاق عليه وتوثيقه في عقد الزواج.
ويستحق الدفع وفقاً للحالة التي يؤول إليها عقد النكاح، وذلك على النحو التالي:
- الطلاق قبل الدخول: تستحق الزوجة في هذه الحالة نصف قيمة المؤخر المسمى في العقد، ولا حرج في تنازل أحد الطرفين عن حقه للآخر تفضلاً وتراضياً.
- حالة الخلع: يسقط حق الزوجة في المؤخر تماماً؛ إذ يجب عليها شرعاً وقانوناً رد المهر (بشقيه المقدم والمؤخر) لإتمام الخلع، ولا يحق لها المطالبة به.
- الطلاق بعد الدخول أو الوفاة: تستحق الزوجة قيمة المؤخر كاملة في حالتين: وقوع الطلاق بعد الدخول الحقيقي، أو في حالة وفاة الزوج (حيث يستقطع من تركته قبل تقسيم المواريث).
- وفاة الزوجة: إذا توفيت الزوجة، يظل المؤخر ديناً في ذمة الزوج ويتحول إلى جزء من تركتها، ويوزع على ورثتها الشرعيين (بما فيهم الزوج حسب نصيبه).
حقوق الزوجة “الثيب” عند الطلاق قبل الدخول
يثار تساؤل حول حق الزوجة “الثيب” (التي سبق لها الزواج) في الذهب والمؤخر وهنا يؤكد القانون والشرع أن الزوجة الثيب لها ذات الحقوق المقررة للبكر إذا عقد قرانها ولم يتم الدخول بها؛ فلها نصف المؤخر، ونصف الذهب إذا كان جزءاً من المهر.
أما إذا كان الذهب “هدية” (هبة) وليس جزءًا من المهر المسمى، فلها الحق في الاحتفاظ به كاملاً كما سلف ذكره.
وبذلك نكون قد تناولنا الموضوع بكافه جوانبه الشرعية والقانونية وللمزيد من المعلومات أو لتوضيح أحد النقاط القانونية
يمكنكم التواصل مع مكتب المستشار محمد السنوسي المحامي عبر:
- واتس آب: 01140623735
- هاتف: 01030919679
- فيس بوك: المستشار القانوني محمد السنوسي