محتوي المقال
متى يسقط حق الزوج في الطاعة ؟ سؤال شائك ومهم، لا يمكن الاستهانة به، إذ يُعدّ من الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى حالات الطلاق، والتي شهدت زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة.
ولتجنب هذه الخلافات، من الضروري معرفة حقوق الزوج على زوجته، وفهم الإجابة الدقيقة عن هذا السؤال بالاستناد إلى رأي أهل العلم والقانون ردعًا لأي خلاف في تلك المسألة.
متى يسقط حق الزوج في الطاعة ؟
لقد أُمرَت الزوجة بطاعة زوجها في العديد من أمور الحياة، حيث يقع على عاتقه مسؤولية الإنفاق والرعاية.
ومع ذلك، هناك حالات يسقط فيها حق الزوج في الطاعة، وهي كما يلي:
- تخلي الزوج عن مسؤولياته:
-
- إذا أهمل الزوج مسؤولياته تجاه زوجته، مثل توفير المأكل، والملبس، والمسكن، أو كان عاطلًا عن العمل وتعتمد الأسرة في معيشتها على الزوجة، فإن حقه في الطاعة يسقط. هذا استنادًا إلى قول الله تعالى:
“الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ“ (سورة النساء: 34).
- إجبار الزوجة على معصية الله:
-
- إذا أمر الزوج زوجته بفعل أمر محرم أو مخالف للشرع، فلا طاعة له في ذلك، استنادًا إلى الحديث الشريف: “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق“.
- وفي هذه الحالة، يجب على الزوجة رفض تنفيذ مثل هذا الطلب مع نصحه بلطف بما يرضي الله.
- إرهاق الزوجة بما يفوق طاقتها:
-
- إذا طلب الزوج من زوجته القيام بأمر يتجاوز قدرتها واستطاعتها، فإن الطاعة تكون في حدود الإمكان، فقد قال الله تعالى:
“لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا“ (سورة البقرة: 286).
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن:
ما هو بيت الطاعة؟
هناك تشويش كبير في معرفة أحكام الشريعة والقانون بسبب ما يتم عرضه في الأفلام والمسلسلات.
ومفهوم بيت الطاعة هو إجراء قانوني يتلخص في إرسال الزوج طلب للقاضي يتضمن نشوز الزوجة عن زوجها وترك منزل الزوجية بدون رضاه مع استمرار نفقته عليها.
عندها، يرسل الزوج إنذارًا على يد مُحضر يطالب فيه بعودة الزوجة إلى منزل الزوجية، وفي حال رفضها يسقط حقها في النفقة.
ومع ذلك، يجب أن تتوفر في بيت الطاعة الشروط اللازمة ليعتبر صالحًا لسكن الزوجة، مثل:
- توفير الأمان للزوجة داخل المسكن.
- خلو البيت من أي شخص غير الزوج والأبناء.
- تجهيز المسكن بجميع الأدوات اللازمة وفقًا للوضع الاجتماعي للزوجين.
إذا لم تتوفر هذه الشروط، يحق للزوجة الاعتراض على إنذار الطاعة، ويتم الأخذ به بعد التأكد من عدم صلاحية المسكن أن يكون منزل زوجية مناسب للزوجة.
حق الزوجة في مسكن الزوجية بعد وفاة الزوج
من أهم حقوق الزوجة على الزوج توفير مسكن يناسب وضعها الاجتماعي وراحتها النفسية، وذلك بما يتفق مع قدر استطاعته.
قال تعالى: “لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ“ (سورة الطلاق: 7).
ومع وفاة الزوج، يُثار التساؤل حول وضع الزوجة القانوني والشرعي بخصوص مسكن الزوجية، والإجابة تعتمد على عدة تفصيلات، كما يلي:
- إذا كان المسكن ملكًا للزوج:
- في حال كان منزل الزوجية ملكًا للزوج، فإنه يعد جزءًا من أملاكه ويخضع لقوانين الميراث، حيث يتم توزيعه على الورثة حسب الأنصبة الشرعية.
- إذا كان الأثاث من صداق الزوجة:
- إذا كان أثاث المنزل جزءًا من مهر الزوجة ومثبتًا في قائمة المنقولات الزوجية كما هو متعارف عليه عند البعض، فإنه يعد ملكًا لها وحدها، ولا يجوز لأي وريث المطالبة به.
- في حال وجود بنات غير متزوجات:
- إذا ترك الزوج بنات غير متزوجات، فإن نفقتهم وتوفير المسكن اللازم لهن واجب على والد الزوج، وفي حال وفاته، تنتقل المسؤولية إلى العم أو من يحل محله من الأقارب.
- حق الزوجة في البقاء خلال فترة العدة:
- يحق للزوجة الإقامة في منزل الزوجية طوال فترة العدة الشرعية بعد وفاة زوجها.
- ولا يجوز لأحد مطالبتها بالخروج من المنزل حتى انتهاء هذه المدة.
وللتواصل مع مكتب المستشار محمد السنوسي للحصول على استشارات قانونية يكون ذلك عبر ما يلي:
- واتس آب: 01140623735
- هاتف: 01030919679
- فيس بوك: المستشار القانوني محمد السنوسي
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن:
شروط بيت الطاعة
بيت الطاعة سلاح ذو حدين بين حفظ حقوق الزوج وإذلال الزوجة وإجبارها على ما لا تطيق، ولتفادي تلك السلبيات تم تشريع وتقنين هذا الإجراء بوضع شروط معينة لا يتم إلا بتحقيقها.
ويمكن ذكر تلك الشروط في السطور التالية:
- توفر الأمان للزوجة:
-
- يجب أن يكون المسكن آمنًا ومناسبًا لإقامة الزوجة، خاليًا من أي تهديدات قد تؤثر على سلامتها أو ممتلكاتها دون وجود أي منغصات.
- عدم وجود أشخاص غرباء في المنزل:
-
- يجب ألا يشارك الزوجة في السكن أي أشخاص غير الزوج والأبناء. وفي حال وجود زوجة ثانية أو أم الزوج، يحق للزوجة طلب الانتقال إلى بيت مستقل.
- ملاءمة المسكن اجتماعيًا:
- ينبغي أن يتناسب المسكن مع الوضع الاجتماعي للزوجة. ويأخذ القاضي بعين الاعتبار طبيعة المسكن وموقعه وفقًا لظروف الزوجين.
- كما يقول المثل “الجار قبل الدار” فهو شرط ضمن شروط بيت الطاعة فلا بد من وجود جيران صالحين ذو ثقة، حيث يتم تقدير هذا الأمر عن طريق قاضي الموضوع وفق الهيئة الاجتماعية للزوجين.
- توفر الأساسيات:
- يجب تجهيز المسكن بكافة الأدوات الضرورية للحياة اليومية، بما يليق بمكانة الزوجة وتقاليد المجتمع وفق المتعارف عليه والتقاليد السائدة.
متى يسقط حق الزوج في طلب الزوجة في بيت الطاعة؟
هناك حالات تسقط فيها أحقية الزوج في طلب زوجته إلى بيت الطاعة، وذلك نظرًا لأفعال الزوج غير المقبولة أو عدم وفائه بوعده لزوجته بالنسبة لأمور تخص بيت الزوجية.
ومنها:
- أن يكون المنزل غير صالح للسكن من ناحية التجهيزات أو المستوى المناسب للزوجة، أو أنه غير آمن، أو لا يحقق الشروط المنصوص عليها في عقد الزواج.
- إذا طلبت الزوجة نقلها بسبب إخلال الزوج بشروط عقد الزواج، مثل السفر إلى مكان آخر دون موافقتها.
- خروج الزوجة من المنزل لقضاء حاجات تقتضي بها الضرورة والعرف، مثل رعاية أحد والديها.
- إجبار الزوج زوجته على السفر معه إلى بلد آخر رغم اشتراطها في العقد عدم السفر.
يمكنك التعرف على المزيد من المعلومات عن:
- هل السكن من حق الزوجة بعد الطلاق
- حقوق الزوجة إذا طلبت الطلاق في القانون المصرى: كل ما تحتاجين معرفته
متى يسقط حق الزوج في الفراش؟
رغم أن الزوجة أُمِرت بطاعة زوجها والتودد له، إلا أن هناك أوقات مُلزَمة فيها بالامتناع عنه في الفراش وعدم طاعته في هذا الأمر إذا كانت:
- خلال فترة الحيض أو النفاس.
- أثناء الإحرام لأداء مناسك الحج أو العمرة.
- إذا كانت مريضة أو في حالة صحية تمنعها من العلاقة الزوجية.
- أثناء فريضة الصوم الواجب، سواء في رمضان أو صوم القضاء.
- إذا امتنع الزوج عن الإنفاق عليها، فيسقط حقه في العلاقة الزوجية، ولا شيء عليها.
نشوز الزوجة بين الشرع والقانون
قد تلجأ بعض الزوجات إلى استخدام أسلوب النشوز للضغط على الزوج لتحقيق رغبات شخصية، وهذا تصرف غير مقبول شرعًا ولا قانونًا.
في مثل هذه الحالات، يحق للزوج اتخاذ الإجراءات القانونية، مثل طلب الطاعة، مع الاحتفاظ بحقه في الامتناع عن النفقة حتى تعود الزوجة إلى منزلها وتلتزم بواجباتها، وتعود لرشدها مرة أخرى.
ختامًا، فإن العلاقات الزوجية تبنى على المودة والرحمة، ويجب على الطرفين التفاهم والتعاون لتجنب النزاعات والحفاظ على استقرار الأسرة وفقًا لتعاليم الشرع وأحكام القانون.